فى سنة إحدى عشرة وخمسمائة، خرج روجار صاحب انطاكية فدوخ بلاد الإسلام، وقصد حصن بلاطنس وفيه بنو ضليعة أولاد أخى القاضى شرف الدين، فنزل على بلاطنس فى يوم الثلاثاء ثامن عشرين ذى الحجة من السنة، وأجلب عليه فتسلمه فى يوم السبت ثانى عشر المحرم سنة ثنتى عشرة، وعوضهم عنه بأنطاكية ثلاث قرى. فلما كان فى يوم السبت سابع وعشرين شعبان سنة ثلاثين وخمسمائة وثب أهل بلاطنس على من فيه من الفرنج فقتلوهم، فاحتمت عليهم القّلة. فأرسل أهل الجبال إلى منكجك التركمانى صاحب بكسرائيل «١» يستنجدونه فأتاهم وأقام يحاصرها مدة. فعمل الفرنج الذين بها حيلة عليه، وراسلوه وبذلوا له تسليمها على شرط أن يخفر نساءهم وأولادهم حتى يصلوا إلى جبلة أو إلى صهيون. فإذا جاءت لهم العلامة بوصولهم سالمين سلموها له، فلما وصلهم امتنعوا من التسليم.
وكان ذلك حيلة منهم، فإن الأقوات ضاقت عندهم وضاقت الغلة عليهم، فاستراحوا بخروجهم عنهم وقويت نفوسهم. واتصل الخبر بأنطاكية فسيروا إليها عسكرا دفعه عنها. واستقرت بأيديهم إلى أن ملكها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على ما قدمناه.
ذكر تسليم صهيون وبرزية «٢»
وفى سنة إحدى وسبعين وستمائة: تسلم السلطان صهيون وبرزية، وذلك