مكان يقال له: الكركان، «١» ووافاهم ياقوت بهذا الموضع، وأقام عماد الدولة أربعين يوما في ضيافة زيد بن على النوبندجانى. وكان مبلغ ما خسر عليه في هذه المدة مائتى ألف دينار، ثم سار بعد ذلك إلى اصطخر، وسار ياقوت وراءه يتبعه، حتى انتهى إلى قنطرة على طريق كرمان، فسبقه ياقوت إليها، ومنعه من عبورها واضطره إلى الحرب.
[ذكر استيلائه على شيراز]
قال: ولما سبقه ياقوت إلى القنطرة اضطر إلى محاربته، وابتدأت الحرب بينهما في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، واستمرت إلى يوم الخميس، فأحضر عماد الدولة أصحابه، ووعدهم الجميل، وأنه يترجل معهم عند الحرب، وكان من سعادته أن جماعة من أصحابه استأمنوا إلى ياقوت، فضرب ياقوت أعناقهم، فأيقن من بقى مع عماد الدولة بن بويه أنه لا أمان لهم عند ياقوت، فقاتلوا قتال من استقتل، ثم قدم ياقوت أمام أصحابه رجالة كثيرة يقاتلون بقوارير النفط؛ ليحرقوا أتراس الديلم، فلما رموا النار انقلبت الريح، فصارت فى وجوههم، واشتدت فعادت النار عليهم، وتعلقت في ثيابهم ووجوههم، فاختلطوا وركبهم أصحاب بن بويه، فقتلوا أكثر الرجّالة، وخالطوا الفرسان، فكانت الهزيمة على ياقوت وأصحابه.