ولما انهزم أصحاب ياقوت صعد على نشز مرتفع، ونادى في أصحابه الرّجعة الرّجعة، فاجتمع إليه نحو أربعة آلاف فارس، فقال لهم اثبتوا فإن الديلم يشتغلون بالنهب، ويتفرقون، فنأخذهم، فثبتوا معه، فلما رأى بن بويه ثباتهم نهى أصحابه عن النهب، وقصد ياقوت، فانهزم ياقوت «١» منه، واتبعه أصحاب بن بويه يقتلون، ويأسرون، ويغنمون، ثم رجعوا إلى السواد «٢» ، فغنموه، ووجدوا فيه برانس لبود عليها أذيال الثعلب، ووجدوا قيودا وأغلالا فسألوا عنها، فقال أصحاب ياقوت: إن هذه كانت أعدت لكم لتجعل عليكم، ويطاف بكم البلاد، فأشار أصحاب بن بويه عليه: أن يفعل ذلك بأصحاب ياقوت، فامتنع عماد الدولة، وقال: إنه بغى ولؤم، وقد لقى ياقوت بغيه، ثم أحسن إلى الأسارى، وأطلقهم وقال: هذه نعمة والشكر عليها يقتضى المزيد، وخيّر الأسارى بين المقام عنده، واللحاق بياقوت، فاختاروا المقام عنده، فخلع عليهم، وأحسن إليهم، وسار من موضع الوقعة، حتى أتى شيراز، ونادى في الناس بالأمان، وبث العدل، وأقام [رشحنة]«٣» تمنع من الظلم، واستولى على تلك البلاد.