قال محمد بن سعد: وفد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة رهط من بنى عبس فكانوا من المهاجرين الأوّلين، منهم ميسرة «١» بن مسروق، والحارث بن الربيع- وهو الكامل- وقنان «٢» بن دارم، وبشر بن الحارث بن عبادة، وهدم «٣» بن مسعدة، وسباع بن زيد، وأبو الحصن بن لقمان، وعبد الله بن مالك، وفروة بن الحصين بن فضالة فأسلموا؛ فدعا لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بخير، وقال:
«أبغونى رجلا يعشركم أعقد لكم لواء» فدخل طلحة بن عبيد الله فعقد لهم لواء، وجعل شعارهم: يا عشرة.
وقال من طريق آخر: بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن عيرا لقريش أقبلت من الشام [فبعث «٤» ] بنى عبس فى سرية وعقد لهم لواء، فقالوا: يا رسول الله! كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة؟ قال:«أنا عاشركم» .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قدم ثلاثة نفر من بنى عبس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إنه قدم علينا قوم «٥» فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش هى معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«اتقوا الله حيث كنتم، فلن يلتكم من أعمالكم شيئا، ولو كنتم بصمد «٦» وجازان «٧» » .