للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر إقامة الجمعة بالجامع الأزهر بالقاهرة المحروسة وشى من أخباره «١»

وفى يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وستمائة أقيمت صلاة الجمعة بالجامع الأزهر. وسبب ذلك أن الأمير عز الدين الحلى خاطب السلطان فى أمره وتبرع بجملة من ماله فى عمارته، وانتزع أشياء من أوقافه كانت مغصوبة فى أيدى جماعة، وشرع فى عمارته، فعمر ما وهى من أركانه وجدرانه وبيضه وبلطه، وأصلح سقوفه وفرشه. واستجد به مقصورة حسنة، وعمل الأمير بدر الدين بيليك الخازندار الظاهرى فيه مقصورة كبيرة ورتب فيها مدرسا وجماعة من الفقهاء الشافعية، ورتب فيها محدثا يسمع الحديث النبوى والرقائق «٢» ، وسبعا لقراءة القرآن. ووقف على ذلك أوقافا، وولى خطابته زين الدين أدريس ابن صالح بن وهيب المصرى القليوبى، فاستمر به إلى أن توفى. وكانت وفاته فى ليلة السبت رابع عشرين شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وستمائة، ومولده سنة ثمان عشرة «٣» وستمائة.

وهذا الجامع هو أول مسجد جامع وضع للناس بالقاهرة المعزية، وفرغ من بنائه وأقيمت فيه الجمعة فى شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة. فلما ولى العزيز بن المعز جدد به أشياء وعمر به عدة أماكن. ويقال إن به طلسم لا يسكنه بسببه عصفور ولا يفرخ فيه. وفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة سأل الوزير