للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واستهلت سنة ستين وستمائة]

فى هذه السنة، فى ثالث عشرين المحرم، أعرس الأمير بدر الدين بيليك الخزندار الظاهرى نائب السلطنة الشريفة على ابنة الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل كان، وكان عقد النكاح قد عقد فى ثالث عشر شوال سنة تسع وخمسين وستمائة، وذلك أن السلطان كان قد استدعى الملوك إخوتها فى اليوم المذكور وعرفهم مكانة الأمير بدر الدين منه، وأن محله محل الولد، وخطب أختهم له، فأجابوا إلى ذلك، وعقد النكاح. وملكه السلطان فى ذلك اليوم بانياس وقلعتها بالبيع الشرعى. ثم كان البناء بها فى هذه السنة. وعمل العرس بالميدان الأسود. واحتفل السلطان به احتفالا عظيما، وفوض إليه بعد أيام قلائل النظر فى أمر الجيش: يقطع الإقطاعات ويزيد وينقص، وفوض إليه أمر الرعايا وكشف ظلاماتهم وغير ذلك.

وفيها، حصل الصلح بين السلطان والملك المغيث صاحب الكرك «١» ، وكان ولده الملك العزيز فى الاعتقال من الأيام المظفرية. فإن والده كان قد سيره إلى هولاكو كما ذكرنا فاتفق عوده إلى دمشق عند دخول الملك المظفر إليها، فأمر بإرساله إلى قلعه الجبل واعتقاله بها. فأطلقه السلطان الآن، وأقطعه دبنان «٢» بمنشور، وحلف السلطان لأبيه. ثم بعد ذلك سير السلطان له صنجقا وشعار السلطنة، فقبل عقب الصنجق وركب بشعار السلطنة.