للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاته فى ثانى عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وستمائة بقلعة صهيون ودفن بها، وولى بعده ولده سيف الدين محمد. وكان هو قد ولى صهيون بعد وفاة والده ناصر الدين منكورس فى سنة ست وعشرين وستمائة. وخلف الأمير مظفر الدين من الأموال ما لا يحصى كثرة. حكى الشيخ شمس الدين ابن الجزرى فى تاريخه قال: حكى لى الصاحب مجد الدين اسماعيل بن كسيرات الموصلى قال: كان مظفر الدين صاحب صهيون يجلس فى كل يوم فى باب القلعة ويأخذ قطعا من الشمع ويختم عليها بخاتمه، فمن كان له دعوى على خصمه أو محاكمة جاء إليه وأحضر معه شيئا من المأكول فيضعه فى الدركاه بين يدى الأمير مظفر الدين، ويأخذ قطعة من ذلك الشمع المختوم ويتوجه إلى خصمه ويقول هذا ختم السلطان، فيأخذ الخصم معه شيئا أيضا ويحضر إلى بين يديه فيحكم بينهما بنفسه. قال: فسألته عن مقدار ما يحضره الواحد منهم. قال:

يأتى كل واحد بحسبه من الرأس الغنم إلى خمس بيضات. ومات وقد ناف على تسعين سنة، رحمه الله.

وفيها توفى الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن عيسى بن درياس الماردانى «١» الشافعى، وكانت وفاته بالقاهرة فى يوم السبت سادس شوال، ودفن من يومه بسفح المقطم. ومولده فى ليلة الثلاثاء ثانى عشرين شهر ربيع الأول سنة ست وسبعين وخمسمية، رحمه الله تعالى.