للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأطيلوا الليلة القيام، وأكثروا تلاوة القرآن، واسألوا الله النصر والصبر، والقوهم بالجدّ والحزم، وكونوا صادقين.

فقام القوم يصلحون سلاحهم، فمر بهم كعب بن جعيل [١] فقال:

أصبحت الأمّة فى أمر عجب ... والملك مجموع غدا لمن غلب

فقلت قولا صادقا غير كذب: ... إنّ غدا تهلك أعلام العرب!

ذكر الحروب التى كانت بصفين بعد الأيام الستة فى يومى الأربعاء والخميس وليلة الهرير ويوم الجمعة إلى أن رفعت المصاحف وتقرّر أمر الحكمين.

قال [٢] : وعبّأ علىّ رضى الله عنه الناس ليلته حتّى الصباح، وزحف بالناس، وخرج إليه معاوية فى أهل الشام، فسأل علىّ عن القبائل من أهل الشام، فعرف مواقفهم، فقال للأزرد: اكفونا الأزد، وقال لخثعم: اكفونا خثعم، وأمر كلّ قبيلة أن تكفيه أختها من الشام، إلّا أن تكون قبيلة ليس منها بالشام أحد فيصرفها إلى قبيلة أخرى ليس بالعراق منهم أحد، مثل بجيلة، لم يكن بالشام منها أحد إلّا القليل، فصرفهم إلى لخم.

فتناهض الناس يوم الأربعاء [٣] ، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انصرفوا عند المساء وكلّ غير غالب.


[١] قال ابن أبى الحديد: وبات كعب بن جعيل التغلبى شاعر أهل الشام تلك الليلة يرتجز وينشد ... الخ، والرجز هناك أكثر مما هنا. انظر وقعة صفين ص ٢٥٣.
[٢] ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ١٥١.
[٣] قال ابن أبى الحديد ج ١ ص ٤٨٣: «يوم الأربعاء سادس صفر» .