للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتبعهم مرحلتين، وقد ضجر عسكره من التعب والكلال، فنزل الملك مسعود منزلا قليل الماء، فاقتتل عسكره على الماء، ونهب بعضهم بعضا، فعلم داود بماهم فيه، فرجع عليهم، فولّوا منهزمين لا يرجع بعضهم على بعض، وثبت مسعود، ثم انهزم في نحو مائة فارس، حتى أتى غرشستان «١» وغنم السلجقية من المعسكر المسعودى ما لا يدخل تحت الإحصاء، فقسم داود ذلك على أصحابه، وآثرهم على نفسه، ونزل في سرادق مسعود، وجلس على كرسيه، ثم أطلق الأسرى، ووضع خراج سنة كاملة.

[ذكر ملك داود وطغرلبك وبيغو نيسابور وبلخ وهراة]

قال: وسار طغرلبك إلى نيسابور، فملكها في أواخر سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، فقيل إنه أكل لوزينجا، فقال: هذا ططماج «٢» طيب، إلا أنه لا ثوم فيه، ورأى أصحابه الكافور، فأكلوا منه، وقالوا:

هذا ملح مرّ، واستولى السلجقية حينئذ على جميع البلاد، فسار بيغو إلى هراة، فدخلها، وسار داود إلى بلخ، وبها [ألتونتاش] «٣» الحاجب واليا عليها لمسعود، فراسله داود في تسليم البلد إليه، وعرفه عجز صاحبه عن نصرته، فحبس ألتونتاش رسله، فنازله داود، وحصر المدينة، فأرسل ألتونتاش إلى مسعود وهو بغزنه يعرفه الحال،