أبى الفضل يوسف ابن على الفلاحىّ، فخلع عليه خلع الوزارة. وكان يهوديّا، ولقّب بالوزير الأجلّ تاج الرئاسة فخر الملك مصطفى أمير المؤمنين، ثمّ أسلم بعد الوزارة.
ذكر مقتل أبى سعيد التّسترى وعزل الوزير وقتله ووزارة ابن الجرجرائى
وفى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة قتل أبو سعيد «١» التّسترى اليهودىّ، وكان يتولّى ديوان والدة المستنصر. وذلك أنها كانت جاريته، فأخذها منه الظّاهر واستولدها فولدت المستنصر بالله. فلمّا أفضت الخلافة إلى ولدها فوّضت إليه أمر ديوانها، فعظم أمره وانبسطت كلمته بعد وفاة الجرجرائى الوزير حتّى لم يبق للوزير الفلاحىّ معه إلا اسم الوزارة، فدبّر الفلاحى فى قتله فقتل.
وقيل بل كان السّبب فى قتله أنّ عزيز الدّولة ريحان الخادم كان قد خرج فى هذه السنة إلى بنى قرّة، عرب البحيرة، لما أفسدوا فى البلاد، فظفر بهم وقتل منهم. وعاد إلى القاهرة وقد عظم قدره وزاد إدلاله، فثقل أمره على أبى سعيد.
واستمال المغاربة وزاد فى أرزاقهم ونقص من أرزاق الأتراك ومن ينضاف إليهم. فجرى بين الطّائفتين حرب بباب زويلة.