قال: ولما قطع الحاكم يديه مضى من وقته وجلس فى ديوانه، فقيل له فى ذلك، فقال: إنّ أمير المؤمنين أدّبنى وما صرفنى. فبلغ الحاكم ذلك، فأمر باستمراره. ثمّ صرفه وولّاه ديوان النفقات «١» فى سنة ستّ وأربعمائة، ثم رتّب أن يكون واسطة فى نظر الدّواوين مع أبى عبيد الله محمد بن العدّاس، فى سنة ثنتى عشرة وأربعمائة. ثم وزر للظّاهر لإعزار دين الله فى سنة ثمانى عشرة وأربعمائة، فاستكتب أبا الفرج البابلى وأبا علىّ الرّئيس.
وكان القاضى أبو عبد الله القضاعى صاحب كتاب الشّهاب يكتب عنه العلامة «٢» وهى: «الحمد لله شكرا لنعمه» . وكانت أيامه تسمى الأعراس لطيبها. وضبط الأمور أحسن ضبط واستعمل الأمانة التامة، وتمكن فى الدّولة الظّاهرية، على ما قدّمناه.
قال: وهجاه جماعة من الشعراء. فمن ذلك قول أبى الحسن علىّ بن عبد العزيز الجلبى المعروف بالفكيك ويعرف بجاسوس الفلك:
يا جرجرائىّ اتئد ... وارفق، ودع عنك التّحامق
أزعمت أنك فى الثّقا ... ة، فهبك فيما قلت صادق
أعلى الأمانة والتّقى ... قطعت يداك من المرافق!
قال: ولمّا مات أوصى أن تفوّض الوزارة بعده لأبى نصر صدقة «٣» بن