[ذكر تفويض القضاء بالديار المصرية لقاضى القضاة بدر الدين محمد بن جماعة الشافعى]
لما عزل السلطان؛ قاضى القضاة تقى الدين عن القضاء، أشار الصاحب شمس الدين ابن السلعوس الوزير، بتفويض القضاء، للقاضى بدر الدين أبى عبد الله محمد ابن الشيخ برهان الدين أبى إسحاق إبراهيم بن أبى الفضل سعد الله ابن جماعة بن على بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله الكنانى الشافعى الحموى.
وكان يتولى قضاء القدس الشريف والخطابة كما قدمنا. فاستدعاء الصاحب شمس الدين، فى يوم الأربعاء، تاسع شهر رمضان، فتوجه البريد إليه. وكان وصوله إلى القاهرة فى يوم الاثنين، رابع عشر شهر رمضان، سنة تسعين وستمائة.
وكانت ولايته من قبل السلطان الملك الأشرف، فى يوم الخميس، سابع عشر الشهر. وفوّض إليه مع القضاء، وتدريس المدرسة الصالحية، خطابة جامع الأزهر، وغير ذلك. وهذه ولاية قاضى القضاة بدر الدين الأولى «١» .
وفى هذه السنة، فى شوال، أمر السلطان بإخراج الخليفة الحاكم بأمر الله أبى العباس أحمد، وأن يخطب للناس «٢» بجامع القلعة، ويذكر السلطان فى خطبته.
فخطب فى رابع عشرين شوال. وعليه شعار بنى العباس، وهو متقلد سيفا. فلما فرغ من الخطبة. لم يصلّ بالناس. وقدم قاضى القضاة بدر الدين، فصلى بهم صلاة الجماعة. واستمر يخطب بالقلعة، واستناب عنه بجامع الأزهر القاضى صدر الدين عبد البر ابن قاضى القضاة تقى الدين بن رزين.