للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر قتل البرنس صاحب أنطاكية]

وفى سنة أربع وأربعين وخمسماية، غزا نور الدين بلاد الفرنج، من ناحية انطاكية وقصد حصن حارم «١» وهو للفرنج، وحصره وخرب ربضه، ونهب سواده ثم رحل إلى حصن إنب «٢» فحصره، فاجتمعت الفرنج لقتاله مع البرنس، واقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم الفرنج وقتل البرنس «٣» وجماعة كثيرة من أصحابه، وأسر خلق كثير. وكان البرنس من عتاة الفرنج. ولما قتل ملك بعده انطاكية ابنه بيمند»

، ثم غزاهم نور الدين غزوة ثانية، فقتل وأسر، وكان ممن أسر البرنس الثانى زوج أم بيمند صاحب انطاكية. وكان قتل البرنس [ريموند] عظيما عند الطائفتين وأكثر الشعراء مدح نور الدين بهذا الظفر، فكان ممن قال فيه ابن القيسرانى الكاتب قصيدته المشهورة وهى:

هذى العزائم لاما تدعى القضب ... وذى المكارم لا ما قالت الكتب

وهذه الهمم اللائى متى خطبت «٥» ... تعثرت خلفها الأشعار والخطب

صافحت يابن عماد الدين ذروتها ... براحة للمساعى درنها تعب «٦»