فلمّا توافوا للصلح وقفت بنو عبس بقطن «١» وأقبل حصين بن ضمضم فلقى تيحان أحد بنى مخزوم بن مالك ففتله بأبيه ضمضم. وكان عنترة بن شدّاد العبسىّ قتله بذى المريقب، فأشارت بنو عبس وحلفاؤهم بنو عبد الله بن غطفان وقالوا:
لا نصالحكم ما بلّ البحر صوفة وقد غدرتم بنا غير مرّة، وتناهض الناس: عبس وذبيان، فالتقوا بقطن، فقتل يومئذ عمرو بن الأسلع عتبة، ثم سفرت السفراء، بينهم، وأتى خارجة بن سنان أبا تيحان بابنه فدفعه اليه وقال: فى هذا وفاء من ابنك! فأخذه فكان عنده أياما، ثم حمل خارجة لأبى تيحان مائة بعير فأدّاها اليه واصطلحوا وتعاقدوا.
[يوم غدير قلبى]
قال أبو عبيدة: فاصطلح الحيّان إلّا بنى ثعلبة بن سعد بن ذبيان، فإنهم أبوا ذلك وقالوا: لا نرضى حتى يودوا قتلانا أو يهدر دم من قتلها، فخرجوا من قطن حتى وردوا غدير قلبى، فسبقتهم بنو عبس الى الماء فمنعوهم حتى كادوا يموتون عطشا، فأصلح بينهم عوف ومعقل ابنا سبيع من بنى ثعلبة وإياهما يعنى زهير بقوله:
تداركتما عبسا وذبيان بعدما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم «٢»
فوردوا حربا وخرجوا عنه سلما. تمّ خبر داحس والغبراء.