للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم حياء منه، فلو متّ يومئذ قال الناس: هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير ومات على خير أحواله فترجى له الجنة، ثم تلبّست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدرى أعلىّ أم لى؟ فإذا متّ فلا تبكينّ علىّ باكية، ولا يتبعنى مادح ولا زار، وشدّوا علىّ إزارى فإنى مخاصم، وشنّوا علىّ التراب فإن جنبى الأيمن ليس بأحقّ من جنبى الأيسر، ولا تجعلنّ فى قبرى خشبة ولا حجرا، وإذا واريتمونى فاقعدوا عندى قدر نحر جزور وتقطيعها [[١] بينكم] أستأنس بكم!» . ولما مات استعمل معاوية بعده على مصر ابنه عبد الله بن عمرو.

[سنة أربع وأربعين]

فى هذه السنة حج معاوية بالناس.

وفيها عمل مروان بن الحكم المقصورة، وهو أول من عملها بالمدينة، وكان معاوية قد عملها بالشام لمّا ضربه الخارجى.

[ذكر عزل عبد الله بن عامر عن البصرة واستعمال الحارث بن عبد الله]

فى هذه السنة عزل معاوية عبد الله بن عامر عن البصرة، وسبب ذلك أنه كان كريما حليما لينّا لا يأخذ على أيدى السفهاء، ففسدت البصرة فى أيامه، فشكا ذلك إلى زياد، فقال له: جرّد [فيهم] [٢] السيف، قال: إنى أكره أن أصلحهم بفساد نفسى!.

فلما علم معاوية حال البصرة أراد عزل ابن عامر، فأرسل إليه


[١] الزيادة من الاستيعاب.
[٢] الزيادة من تاريخ ابن جرير الطبرى ج ٤ ص ١٦٢.