للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستقل الملك الناصر أيوب بالأمر، ووزر له غازى بن جبريل، وطلع إلى صنعاء فى جيوش عظيمة، فلما استقر بها سمّه أستاذ داره غازى بن جبريل فى المحرم سنة إحدى عشرة وستمائة، واستقل بالملك، وخطب له، وضربت السكة باسمه، فلما صار بالسّحول وثب عليه مماليك الملك الناصر فقتلوه، ورجع الإمام المنصور إلى صنعاء بعد أن كان الملك الناصر أخرجه منها.

ثم وصل سليمان بن موسى الحمزى إلى ذمار بعسكر جرّار، فمر على طريق بنى حبيش، فغزا لحجا، فأخذها، وأقام بالرّعارع أياما، وعاد فافتقر أهل اليمن إلى سلطان فوجدوا:

[سليمان بن شاهانشاه بن تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب [١]]

وكان قد تجرّد وخرج فى زى الصوفية، فوصل إلى اليمن، وأهله على هذه الحال، فملكوه عليهم، وأطلعوه حصن تعز، وذلك فى أواخر سنة إحدى عشرة وستمائة، وتزوج بأم الملك الناصر، وكانت أموره ضعيفة.

[ذكر ملك الملك المسعود صلاح الدين أتسر]

وهو أقسيس بن السلطان الملك الكامل بن السلطان الملك العادل [أبو بكر [٢]] بن أيوب.

كان من خبر ملكه اليمن أنه لما اتصل خبر اليمن بالسلطان/ (١٣٣) الملك الكامل ناصر الدين محمد، وكان ينوب عن والده السلطان الملك العادل بالديار المصرية، جهز ابنه الملك المسعود المذكور إلى اليمن فى سنة إحدى عشرة وستمائة، فرحل من بركة الجبّ ظاهر القاهرة فى يوم الاثنين سابع عشر شهر رمضان، ومعه ألف فارس، ومن الجاندارية والرماة خمسمائة، فتوجه إلى مكة شرفها الله تعالى، وحج، ثم توجه إلى اليمن، فكان دخوله إلى زبيد فى مستهل المحرم سنة اثنتى عشرة وستمائة، فملكها من غير قتال، وندب قطعة


[١] فى الخزرجى (العقود ١/٣٠) سليمان بن تقى الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب المعروف بالصوفى.
[٢] زيادة من الخزرجى (العقود ١/٣٠) وانظر مرآة الزمان (٨/٥٦٩ و ٦٥٨) .