وقال ابن الرومىّ
وفارس أجبن من صفرد «١» ... يحول أو يغور من صفره
لو صاح في الليل به صائح ... لكانت الأرض له طفره
يرحمه الرحمن من جبنه ... فيرزق الجند به النصره
ومن أخبار الفرّارين الذين حسّنوا الفرار على قبحه
قال صاحب كلبلة ودمنة: إن الحازم يكره القتال ما وجد بدّا منه، لأن النفقة فيه من النفس، والنفقة في غيره من المال.
وقالوا: من توقّى سلّم، ومن تهوّر ندم.
وقال عبد الله بن المقفّع: الشجاعة متلفة، وذلك أن المقتول مقبلا أكثر من المقتول مدبرا، فمن أراد السلامة فليؤثر الجبن على الشجاعة.
وليم بعض الجبناء على جبنه، فقال: أوّل الحرب شكوى، وأوسطها نجوى، وآخرها بلوى.
وقال آخر: الحرب مقتلة للعباد، مذهبة للطارف والتّلاد.
وقيل لجبان: لم لا تقاتل؟ فقال: عند النطاح يغلب الكبش الأجمّ «٢» .
وقالوا: الحياة أفضل من الموت، والفرار في وقته ظفر.
وقالوا: الشجاع ملقّى، والجبان موقّى. قال البديع الهمذانىّ
ما ذاق همّا كالشجاع ولا خلا ... بمسرّة كالعاجز المتوانى
وقالوا: الفرار في وقته، خير من الثبات في غير وقته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute