للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمئذنة بالأزاميل، واستمرت العمارة إلى أواخر جمادى الأولى، وخلت الأواوين الأربعة بالبيمارستان من مستهل هذه السنة إلى يوم الثلاثاء حادى عشر جمادى الأولى، فرسم فى هذا اليوم بتنزيل المرضى، وكان جملة ما صرف على هذه العمارة يقارب ستين ألف دينار [١] .

[ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى برقة]

وفى هذه السنة حضر الأمير فايد بن غرّاز ومعه سليمان بن خالد [٢] ، وأنهيا إلى السلطان أن العربان ببرقة منعوا الزكاة [٣] ، وهى مقطعة لهما، ولمن معهما من رفقتهما، بمنشور سلطانى، فأمر السلطان بطائفة من العسكر المنصور، وهم: الأمير سيف الدين أسندمر العمرى وهو المقدم على الجيش، والأمير سيف الدين بلكتمر [٤] الإبراهيمى السلحدار، والأمير سيف الدين قطلوبغا الطويل، والأمير عز الدين أيدمر العلائى الجمقدار، وجماعة من أجناد الأمراء من كل أمير مائة جنديان، ومن كل أمير طبلخاناه جندى واحد، وتوجهوا فى العشر الأخر [٥] من جمادى الأولى، وكان عودهم فى يوم الاثنين السابع والعشرين من شعبان من السنة.

[ذكر تفويض نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات إلى الأمير سيف الدين طينال [٦] الحاجب]

وفى يوم الخميس رابع جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وسبعمائة، فوض السلطان نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات إلى الأمير سيف الدين طينال الحاجب- وهو حاجب الميسرة- عوضا عن الأمير بهادر قرطاى الصالحى العلائى، وخلع عليه، ولم يجر فى التشريف على عادة من


[١] فى السلوك (٢/٢٧٣) أن نفقات هذه العمارة كلها من مال السلطان دون مال الوقف.
[٢] ذكر المقريزى (السلوك ٢/٢٧٢) أن هذين القادمين كانا أميرى العربان ببرقة.
[٣] فى المصدر السابق «.. وكانت شكواهم من العربان أنهم منعوا زكاة الغنم» .
[٤] كذا فى الأصل، وفى السلوك (٢/٢٧٢) ملكتمر.
[٥] فى المصدر السابق «أن خروجهم كان فى الثانى والعشرين من جمادى الأولى.
[٦] أورد المقريزى هذا الخبر فى السلوك (٢/٢٧٢) وذكر أن السلطان حين ولاه نيابة طرابلس أمر بزيادة إقطاعه وعقد له على إحدى بناته، وقد ترجم له ابن حجر فى (الدرر ٢/٢٣٢) وذكر طائفة من أخباره، وكانت وفاته سنة ٧٥٢ هـ.