للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ»

«١» فى آى كثير. وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: «وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ»

«٢» سبح نفسه فى تنزيهها من السّوء، كما سبّح نفسه فى تنزيهه من السّوء. وفضائلها رضى الله عنها كثيرة مشهورة.

وسنذكر إن شاء الله تعالى، عند ذكرنا لوفاة سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما خصّها به صلّى الله عليه وسلّم، فى مرضه الذى مات فيه، من تمريضه فى بيتها، وأنه مات صلّى الله عليه وسلّم فى بيتها وفى نوبتها، وبين سحرها ونحرها «٣» ، وآخر ما دخل فمه ريقها، وناهيك بها فضيلة وخصوصية. وكانت وفاة عائشة رضى الله عنها بالمدينة، فى سنة سبع وخمسين، وقيل: فى سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة خلت من شهر رمضان، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلّى عليها أبو هريرة، ونزل فى قبرها خمسة: عبد الله، وعروة ابنا الزّبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، وعبد الله بن محمد بن أبى بكر، والله أعلم.

وتزوّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد زواج عائشة:

[حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها]

وهى أخت عبد الله بن عمر لأبيه وأمه، وأمّها زينب بنت مظعون بن حبيب ابن وهب بن حذافة بن جمح، وكانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند خنيس بن حذافة بن قيس بن عدىّ السّهمىّ، وكان