للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يريد أخذ ولده أبى العباس ويسيره إلى الشام ويبايع له، فردّه المقتدر إلى دار الخلافة فعلم ذلك أبو العباس، فلما أفضت إليه الخلافة فعل بالحسين ما نذكره إن شاء الله تعالى. وكتب الحسين إلى هارون- وهو يريد العاقول- بعد انصرافه من حرب مرداويج وانهزامه وهو يستقدمه إلى بغداد، وكتب إلى محمد بن ياقوت- وهو بالأهواز- يأمره بالإسراع إلى بغداد، فصحّ عند مؤنس أن الوزير يدبّر عليه وزاد مؤنسا نفارا.

ودخلت سنة عشرين وثلاثمائة:

ذكر مسير مؤنس الى الموصل

فى هذه السنة فى المحرم سار مؤنس المظفر إلى الموصل مغاضبا، للمقتدر لما صح عنده إرسال الوزير إلى هارون بن غريب الخال ومحمد بن ياقوت يستحضرهما. قال: «١» وسير مؤنس خادمه بشرى «٢» برسالة إلى المقتدر، فسأله الحسين عن الرسالة فقال: لا أذكرها إلا لأمير المؤمنين. فأنفذ إليه المقتدر يأمره بذكر رسالته للوزير فامتنع وقال: ما أمرنى صاحبى بهذا! فسبه الوزير وشتم صاحبه وأمر بضربه وصادره بثلاثمائة ألف دينار وأخذ خطّه بها وحبسه ونهب داره. فلما بلغ مؤنسا ما جرى على خادمه وكان ينتظر أنّ المقتدر يطيّب قلبه ويعيده، سار ومعه جميع قوّاده ومماليكه، ومعه من الساجية ثمانمائة رجل. فتقدم الوزير بقبض إقطاع