[٢] مسلمة بن مخلد الخزرجى الأنصارى، ولاه معاوية مصر بعد عزل عقبة بن عامر الجهنى عنها فى سنة سبع واربعين، وهو أول من أحدث المنار بالمساجد والجوامع. [٣] توفى مسلمة لخمس بقين من شهر رجب سنة اثنين وستين، وكانت ولايته على مصر خمس عشرة سنة وأربعة أشهر. [٤] سعيد بن يزيد بن علقمة بن يزيد بن عوف الأزدى، لما ولاه يزيد إمرة مصر دخلها فى مستهل شهر رمضان؛ فتلقاه أهل مصر ووجوه الناس وفيهم عمرو الخولانى، فلما رآه قال، «يغفر الله لأمير المؤمنين! أما كان فينا مائة شاب كلهم مثلك يولى علينا أحدهم؟» ولم يزل أهل مصر على البغض له حتى توفى يزيد، فاستجابوا لدعوة بن الزبير، فاعتزل سعيد بعد ولايته بسنتين. [٥] كان مسلمة بن مخلد قد خرج إلى الإسكندرية فى سنة ستين، واستخلف على مصر عابس بن سعيد، ثم قدم مسلمة من الإسكندرية فجمع لعابس مع الشرطة القضاء فى أول سنة ٦١ ثم توفى عابس فى سنة ثمان وستين. [٦] قال المسعودى فى التنبيه والإشراف: «معاوية بن يزيد بن معاوية يكنى أبا عبد الرحمن، وإنما كنى أبا ليلى تقريعا له لعجزه عن القيام بالأمر، وكانت العرب تفعل ذلك بالعاجز من الرجال، وفيه قال الشاعر: إنى أرى فتنة تغلى مراجلها ... والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا وقيل: بل هذا الشعر قديم تمثل به الشاعر فى أيامه» .