للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظباء كالدّنانير ... ملاح فى المقاصير

جلاهنّ الشّعانين ... علينا فى الزّنانير

وقد زرفنّ [١] أصداغا ... كأذناب الزرازير

وأقبلن بأوساط ... كأوساط الزّنابير

فحفظته وغنيّته؛ فلم يزل يشرب والوصائف يرقصن بين يديه بأنواع الرقص من الدّستبندا [٢] إلى الإيلىّ حتى سكر، وأمر لى بألف دينار، وأمر بأن ينثر على الجوارى ثلاثة آلاف دينار، فقبضت الألف ونثرت ثلاثة آلاف الدينار فانتهبتها معهنّ.

قال: ولم يزل أحمد بالعراق حتى بلغه موت بنيّة له بالشأم، فشخص نحو منزله، وخرج عليه الأعراب فأخذوا ما معه وقتلوه.

[ذكر أخبار أبى حشيشة]

قال أبو الفرج: أبو حشيشة لقب غلب عليه، وهو محمد بن أبى أميّة، ويكنى أبا جعفر. وكان أهله جميعا متّصلين بإبراهيم بن المهدىّ، وكان هو من بينهم يغنّى بالطّنبور أحسن الناس غناء. وخدم جماعة من الخلفاء، أوّلهم المأمون ومن بعده إلى المعتمد. قال: وكان أكثر انقطاعه إلى أبى أحمد بن الرشيد أيام حياته. وكان أبوه وجدّه وأخواله كتّابا.

قال أحمد بن جعفر جحظة فى ترجمة أبى حشيشة: وكان له صنعة تقدّم فيها كلّ طنبورىّ لا أحاشى أحدا فى ذلك. قال: فمنها:


[١] زرفن صدغيه: جعلهما كالزرفين، وهو حلقة الباب.
[٢] الدستبندا: نوع من أنواع رقص المجوس يأخذ بعضهم بيد بعض ويدورون ويرقصون.