للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما زال جدّك يبنى كل شاهقة ... حتى بنى قبة أوتادها الشهب

أغرت سيوفك بالإفرنج «١» راجفة ... فؤاد روميّة الكبرى لها يجب

ضربت كبشهم منها بقاصمة ... أودى بها «٢» الصلب وانحطت لها الصلب

طهرت أرض الأعادى من دمائهم ... طهارة كل سيف عندها جنب

[ذكر فتح حصن أفامية]

وفى سنة خمس وأربعين وخمسماية فتح الملك العادل نور الدين حصن أفامية من الفرنج، وهو مجاور شيزر وحماة، وهو من أحصن القلاع وأمنعها، فاجتمع الفرنج من الساحل وساروا نحوه ليرحلوه، فلم يصلوا إلا وقد ملكه وملأه من الذخائر والسلاح وشحنة بالرجال. وسار عنه فى طلب الفرنج، فعدلوا عن طريقه وسألوه الهدنة، وعاد مظفرا منصورا.

[ذكر أسر جوستكين وفتح بلاده]

كان نور الدين قد جمع عساكره فى سنة ست وأربعين وخمسماية وسار إلى بلاد جوستكين الفرنجى وهى شمالى حلب، وعزم على محاصرتها. وكان جوستكين فارس الفرنج وطاغيتهم، صاحب رأى وشجاعة، فجمع وأكثر، وسار نحو نور الدين والتقوا واقتتلوا،