للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض حجاج خرامان إلى كرمان وركبوا فى البحر إلى جدة وحجوا!.

[ذكر البيعة لولى العهد]

كان القادر بالله قد جعل ولاية العهد لولده أبى الفضل كما قدمناه فمات «١» فلما كان فى سنة إحدى وعشرين وأربعمائة مرض القادر وأرجف بموته، فجلس جلوسا عاما وأذن للخاصة والعامة/ فدخلوا عليه. فلما اجتمعوا قام الصّاحب أبو الغنائم فقال:

خدم مولانا أمير المؤمنين داعون له بالبقاء وشاكرون لما بلغهم من نظره لهم وللمسلمين باختيار الأمير أبى جعفر لولاية العهد! فقال القادر للناس: قد أذنّا لكم فى العهد له! وكان أراد أن يبايع له قبل ذلك فنهاه عنه الحسن ابن حاجب النعمان، فلما عيّنه القادر الآن جلس على السرير الذى كان قائما عليه. وألقيت الستارة التى على القادر، فتقدم الحاضرون وخدموا ولىّ العهد وهنّئوه، وتقدّم أبو الحسن ابن حاجب النعمان فقبّل يده وهنّأه فقال له أبو جعفر:

«وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال» «٢» يعرض له بإفساده رأى القادر فيه فأكب على تقبيل قدميه وتعفير خدّه بين يديه، فقبل عذره. ودعى لأبى جعفر على المنابر يوم الجمعة لستّ بقين من جمادى الأولى، ومات أبو الحسن ابن حاجب النعمان فى نفس السنة.