فى الحلبة. وقال غيره: وما يجىء بعد هذه- يعنى العشرة- فهو المقردح؛ وأنشد على ذلك:
قد سبق الخيل الهجان الأقرح «١» ... وأقبلت من بعده تقردح
والفسكل: الذى يجىء فى أخريات الخيل، والذى يجىء بعده القاشور، وما جاء بعد ذلك لا حظّ له ولا اعتداد به؛ وقيل: السكيت والفسكل والقاشور بمعنى واحد.
وممّا يتّصل بهذا الفصل ترتيب عدو الفرس- وأوّله الخبب، ثم التقريب، ثم الإمجاج، ثم الإحضار، ثم الإرخاء، ثم الإهذاب، ثم الإهماج.
[كيفية تضمير الخيل]
قد حكى ابن بنين أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإضمار خيله بالحشيش اليابس شيئا بعد شىء، وطيّا بعد طىّ، ويقول:«أرووها من الماء، واسقوها غدوة وعشيّا، وألزموها الجلال «٢» ... «٣» فتصفو ألوانها، وتتّسع جلودها» . وأمر صلّى الله عليه وسلم أن يقودوها فى كلّ يوم مرّتين، ويؤخذ منها من الجرى الشّوط والشّوطان، ولا تركض حتّى تنطوى. قال الشيخ- رحمه الله-:
والتضمير: تقليل علفها مدّة، وادخالها بيتا كنينا، وتجليلها فيه لتعرق ويجفّ عرقها، فيصلب لحمها ويخفّ، وتقوى على الجرى؛ يقال:«ضمّرت الفرس وأضمرته» .