الدولة صدقة على هذا الأمر، فقبل ذلك السلطان، فاستدعى إياز وصدقة والوزير سعد الملك، فقاموا ليدخلوا عليه، وكان قد أعدّ جماعة من خواصّه لقتل إياز إذا دخل عليه، فلما دخل ضرب أحدهم رأسه فأبانه، فغطى صدقة وجهه بكمّه، وأما الوزير فغشى عليه، وتفرق أصحاب إياز، وكان زوال نعمته العظيمة ودولته في مزحة مزحها غلمانه، ولما كان الغد كفّنه قوم من المتطوعة ودفنوه.
وكان من جملة مماليك السلطان ملكشاه، وكان غزير المروءة، شجاعا حسن الرأي في الحرب. ولما قتل اختفى وزيره الصفى، ثم أخذ وحمل إلى الوزير سعد الملك، ثم قتل في شهر رمضان، وسار السلطان إلى أصفهان، فوصل إليها في شهر رمضان وأمن أهلها.
ذكر خروج منكبرس «١» على السلطان محمد والقبض عليه
وفي المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة أظهر منكبرس ابن الملك بوزى برس «٢» بن ألب أرسلان، وهو ابن عم السلطان محمد العصيان، والخلاف على السلطان، وسبب ذلك أنّه كان بأصبهان، فلحقته ضائقة شديدة، وانقطعت عنه الموادّ، فسار إلى نهاوند، واجتمع عليه بها جماعة من العسكر، وظاهره على أمره جماعة من الأمراء، فتغلب على نهاوند، وخطب لنفسه بها، وكاتب الأمراء بنى برسق يدعوهم إلى طاعته ونصرته، وكان السلطان محمد قد قبض على أخيهم زنكن بن برسق، فكاتب زنكى إخوته، وحذرهم