للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما الطاوس وما قيل فيه]

- فهو ألوان منها الأخضر، والأرقط، والأبيض؛ ويوجد فى كلها الخيلاء. ولا تعرف هذه الألوان إلا فى بلاد الزّابج.

وفى طبع الطاوس الخيلاء والإعجاب بريشه. والأنثى تبيض بعد أن يمضى من عمرها ثلاث سنين. ولا يحصل التلوّن فى ريش الذّكر إلا بعد مضىّ هذه المدّة.

وتبيض الأنثى «١» مرتين فى السنة، فى كل مرّة اثنتى عشرة بيضة.

وقال الجاحظ: أوّل ما تبيض ثمانى بيضات، وتبيض أيضا بيض الرّيح.

ويسفد الذّكر فى أوان الربيع. ويلقى ريشه فى فصل الخريف، كما يلقى الشجر ورقه فيه؛ فإذا بدأت الأشجار تكتسى الأوراق بدأ الطاوس فاكتسى ريشا.

والذكر كثير العبث بالأنثى. والفرخ يخرج من البيضة [كاسيا «٢» ] كاسبا.

وزعم أرسطو أن الطاوس يعمّر خمسا وعشرين سنة. وقال أبو الصّلت [امية بن عبد «٣» العزيز الأندلسىّ] يصفه:

أبدى لنا الطاوس عن منظر ... لم ترعينى مثله منظرا

متوّج المفرق إلّا يكن ... كسرى بن ساسان يكن قيصرا

فى كل عضو ذهب مفرغ ... فى سندس من ريشه أخضرا

نزهة من أبصر، فى طيّها ... عبرة من فكّر واستبصرا

تبارك الخالق فى كلّ ما ... أبدعه منه وما صوّرا