ثم نقل المنصور صالحا إلى الجزيرة، وأمرّ على مصر موسى بن كعب ثم صرفه، وولى محمد بن الأشعث الخزاعى ثم عزله، وولى حميد بن قحطبة، ثم يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبى صفرة، وولّى عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج فتوفى، فأمّر عليها أخاه محمد بن عبد الرحمن فتوفى فوليها موسى بن على بن رباح. القضاة بها: فى أيام المنصور غوث بن سليمان، ثم سار مع صالح بن على فولى أبو خالد يزيد بن عبد الله «١» بن عبد الرحمن بن بلال، ثم عاد غوث إليها، ثم صرفه يزيد ابن حاتم وولى أبا خزيمة إبراهيم بن يزيد الرعينى، ثم وليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمى من قبل المنصور، وهو أول قاض خرج لنظر هلال شهر رمضان.
[ذكر شىء من سيرة أبى جعفر المنصور]
قال سلّام الأبرش: كنت أخدم المنصور وكان من أحسن الناس خلقا ما لم يخرج إلى الناس، وأشد احتمالا لما يكون من عبث الصبيان، فإذا لبس ثوبه اربد لونه واحمرت عيناه. قال: وقال لى يوما: إذا رأيتنى لبست ثيابى أو رجعت من مجلسى فلا يدنون منى أحد، قال: ولم ير فى داره لهو ولا شىء يشبه اللهو والعبث إلا مرة واحدة، رأى بعض أولاده قد ركب راحلة- وهو صبى، وتنكب قوسا فى هيئة غلام أعرابى، بين جوالقين فيهما مقل «٢» وأراك وما يهديه الأعراب، فعجب الناس من ذلك وأنكروه، وعلموا أنه ضرب من عبث الملوك، قال حماد التركى: كنت واقفا على رأس المنصور فسمع جلبة، فقال: انظر «٣» ما هذا؟ فذهبت فإذا خادم له قد