وأحصنها. وصاحبها يومئذ رجل اسمه ياسر «١» ، فخرج إليه وقاتله، فانهزم هو ومن معه؛ فسبقه بعض عسكر الدّولة فدخلوا البلد قبل أهله وملكوه، وأسر صاحبه. وقصد العسكر نهب البلد، فمنعهم شمس الدّولة، وقال: ما جئنا لنخرب البلاد، وإنّما جئنا لنملكها ونعمّرها وننتفع بها. ثمّ عاد إلى زبيد وحصر ما فى الجبل من الحصون فملك قلعة تعزّ واسمها الدّمولة، وهى من أحصن القلاع، وبها تكون خزائن صاحب اليمن. وملك غيرها من الحصون والمعاقل، واستناب بثغر عدن عزّ الدين عثمان الزّنجيلى، وبزبيد سيف الدّين مبارك بن كامل بن منقذ. وجعل فى كلّ حصن نائبا من أصحابه.
وأحسن شمس الدّولة إلى أهل البلاد؛ وعادت زبيد إلى أحسن ما كانت عليه من العمارة والأمن. ثمّ عاد شمس الدولة من اليمن، وقدم إلى دمشق بعد أن ملكها الملك الناصر، فوصل إليها فى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
[ذكر ملكه مدينة دمشق]
قال المؤرخ: لمّا توفى الملك العادل نور الدّين الشهيد محمود»
ابن زنكى رحمه الله، كما قدّمناه «٣» فى أخباره، وولى بعده ولده الملك الصّالح إسماعيل أقرّ الملك النّاصر الخطبة باسمه بعد أبيه، ولم يخطب لنفسه. ثم اتّفق ما ذكرناه من نقلة الملك الصّالح من دمشق إلى حلب، ولم يستأذن الملك النّاصر فى ذلك ولا كتب له فيه؛ فسار