مسكة، وكان قد قارب الموت، فتركوه وساروا عنه. فاجتاز به إنسان أرمنى كان يقطع الحطب وهو بآخر رمق فقتله، وحمل رأسه إلى الفرنج بأنطاكيّة «١»
[ذكر مسير المسلمين لحرب الفرنج وما كان من أمرهم]
قال «٢» : ولما اتصل خبر أنطاكيّة بالأمير قوام الدّين كربوقا صاحب الموصل «٣» جمع العساكر وسار لحربهم واجتمع معه الملك دقاق صاحب دمشق وصاحب حمص وصاحب سنجار «٤» . فلمّا بلغ الفرنج اجتماعهم عظمت عليهم المصيبة وداخلهم الخوف؛ لما هم فيه من الوهن وقلّة الأقوات. وسار المسلمون حتى نازلوا أنطاكيّة، فأساء كربوقا السيّرة فيمن معه من المسلمين، فأغضب الأمراء وتكبّر عليهم، ظنّا منه أنّهم يقيمون معه على هذه الحال. فأغضبهم ذلك وأضمروا فى أنفسهم الغدر به إذا كان قتال، وعزموا على إسلامه عند الصّدمة «٥» .