للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر أخبار شمس الملوك اسماعيل ابن تاج الملوك بورى بن طغرتكين]

ملك دمشق بعد وفاة أبيه فى الحادى والعشرين من شهر رجب سنة ست وعشرين وخمسماية. وكان والده قد أوصى له بالملك ولولده الآخر شمس الدولة محمد بمدينة بعلبك وأعمالها. فنفذت وصيته وقام بتدبير الأمر بين يدى شمس الملوك الحاجب فيروز شحنة دمشق- وهو صاحب أبيه- واعتمد عليه، وابتدأ أمره بالرفق بالرعية، والإحسان إليهم.

قال: وبلغ شمس الملوك أن أخاه شمس الدولة صاحب بعلبك استولى على حصنى اللبوة والراس واستمال من بهما وتسلمهما، وجعل فيهما من الجند من يحفظهما. فراسله فى ذلك وتلطف معه وقبح عليه فعله، وطلب إعادتهما إليه، فامتنع. فتجهز بعساكره فى آخر ذى الحجة من السنة وقصد جهة الشمال، ثم عطف مغربا، فلم يشعر من بحصن اللبوة إلا وقد نزل عليهم، وزحف لوقته فلم يتمكنوا من نصب منجنيق ولا غيره، فراسلوه فى طلب الأمان، فأمنهم وتسلم الحصن من يومه. وسار إلى حصن الراس وفعل به كذلك، وتسلمه وجعل فيهما من يحفظهما. ثم رحل إلى بعلبك وحصرها وبها شمس الدولة وقد استعد، فوالى الزحف حتى ملك البلد بعد قتال شديد. وتحصن شمس الدولة فنازله فراسله فى طلب الأمان وأن يقره على ما أوصى له به والده، فأجابه إلى ذلك وعاد إلى دمشق.