للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورتب عبد المؤمن أمرها وأخذ جميع ما فيها من سلاح.

وسير سرية إلى مكناسة فحصروها مدة ثم سلمها أهلها بالأمان، فوفوا لهم.

ثم سار عبد المؤمن إلى مدينة سلا ففتحها.

وحضر إليه جماعة من أعيان سبتة، فدخلوا فى طاعته وسألوا أمانه فأمنهم، وذلك فى أول سنة إحدى وأربعين «١» .

[ذكر ملك عبد المؤمن مراكش وقتله اسحاق بن على وانقراض دولة الملثمين]

قال: ولما فرغ عبد المؤمن من مدينة فاس وتلك النواحى، سار إلى مدينة مراكش، وهى كرسى مملكة الملثمين، وبها إسحان بن على ابن يوسف بن تاشفين، وهو صبى. فنازلها فى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وضرب خيامه فى غربيها على جبل صغير، وبنى عليه مدينة له ولعسكره وجامعا. وجعل لنفسه بناء عاليا يشرف منه على المدينة ويري أحوال أهلها وأحوال المقاتلين. فأقام عليها أحد عشر «٢» شهرا والقتال مستمر، ومن بها من المرابطين يخرجون ويقاتلون ظاهر البلد. فاشتد الجوع على أهله وتعذرت الأقوات عندهم.

ثم زحف إليهم يوما، وجعل لعسكره كمينا، وقال لعسكره: