منهم إلا سليمان وعبد الله ابنا داود بن حسن بن حسن، وجعفر بن حسن «١» ، وبقيّتهم ماتوا في حبس المنصور.
[ذكر ظهور محمد بن عبد الله ابن حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب]
كان ظهوره بالمدينة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة، وقيل بل كان في رابع عشر رمضان منها. وكان سبب خروجه أن المنصور لما حمل أهله إلى العراق، وسار من الربذة، ردّ رياحا إلى المدينة أميرا عليها، فألحّ في طلب محمد، وأرهقه الطلب يوما فتدلى في بئر في المدينة، يناول أصحابه الماء، وانغمس في الماء إلى حلقه، وكان بدنه لا يخفى لعظمه، وبلغ رياحا خبره أنه بالمذاد، فركب نحوه في جنده، فتنحّى محمد عن طريقه واختفى في دار الجهنيّة، فحيث لم يره رياح رجع إلى دار مروان، فلما اشتد الطلب على محمد خرج قبل وقته، وكان قد واعد أخاه إبراهيم أنّه يخرج لوقت عيّنه بالمدينة، ويخرج إبراهيم بالبصرة، وقيل بل خرج لميعاده مع أخيه، وإنما أخوه تأخر لجدرى لحقه.
وكان عبيد الله بن عمرو بن أبى ذؤيب «٢» وعبد الحميد بن جعفر يقولون لمحمد بن عبد الله: ما تنتظر بالخروج؟ فو الله ما على هذه