للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومنها: دائرة المهقوع:]

وهو الفرس الذى به الدائرة التى تسمّى: الهقعة، يزعمون أنه اذا عرق تحت صاحبه، اغتلمت حليلته وطلبت الرجال؛ قال الشاعر

اذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وازداد حرّا عجانها

ومنها: شقّ الرداء والبرقع:

زعموا أن المرأة اذا أحبّت رجلا أو أحبّها ثم لم تشقّ عليه رداءه، ويشقّ عليها برقعها، فسد حبّهما، فاذا فعل ذلك دام حبّهما؛ قال الشاعر

اذا شق برد شقّ بالبرد برقع ... دواليك حتى كلّنا غير لابس

فكم قد شققنا من رداء محبّر ... ومن برقع عن طفلة غير عانس

[ومنها: نوء السماك:]

كانوا يكرهونه ويقولون فيه داء الإبل؛ قال الشاعر

ليت السماك ونوءه لم يخلقا ... ومشى الأفيرق في البلاد سلما

[ومنها: النسيء:]

وقد تقدّم خبره في الفن الأوّل من الكتاب.

[ومنها: وأد البنات:]

وقد نهاهم الله عزوجلّ عنه في قوله: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)

. وكانوا يقتلوهنّ خشية الإملاق أو من الإملاق؛ وقد قيل: إنهم كانوا يقتلوهنّ خوف العار أو أن يسبين، فمن قتلهم خشية الإملاق ما روى عن صعصعة بن ناجية المجاشعىّ جد الفرزدق: أنه لما أتى النبىّ صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنى كنت أعمل عملا في الجاهليّة، أفينفعنى ذلك اليوم؟ قال: وما عملك؟ قال: أضللت ناقتين عشراوين، فركبت جملا ومضيت فى بغائهما فرفع لى بيت جريد، فقصدته فاذا رجل جالس بفنائه، فسألته عن الناقتين، فقال: ما نارهما؟ قلت: ميسم بنى دارم، قال: هما عندى، وقد أحيا الله تعالى