فبذرت، قلت: أطلعى، فأطلعت «١» ، فقلت، أحقلى، فأحقلت «٢» ، ثم قلت: أفركى «٣» ، فأفركت، ثم قلت: أطحنى، فأطحنت، ثم قلت: أخبزى، فأخبزت. فلما رأيت أنى لا أريد شيئا إلا كان، سقط فى يدى وندمت. والله يا أمّ المؤمنين ما فعلت شيئا قطّ، ولا أفعله أبدا.
قال: وقال بعضهم: إنهما لا يتعمّدان تعليم السحر ولكنهما يصفانه ويذكران بطلانه ويأمران باجتنابه، فيتعلّم الشقىّ منهما فى خلال صفتهما ويترك موعظتهما ونصيحتهما، فلا يكون على هذا التأويل كفرا وإنما يكون العمل به كفرا. وقد أنكر بعضهم أن يكونا ملكين قال: وإنما كانا ملكين. وقرئ فى الشواذّ:(وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ)
(بكسر اللام) . وقيل: كانا علجين ببابل «٤» . حكاه القاضى عياض فى كتاب الشفا «٥» . والله تعالى أعلم.
[ولنرجع إلى أخبار عديم بن البودسير الملك.]
قال: وعديم أوّل من صلب «٦» ؛ وذلك أن امرأة زنت برجل من أهل الصناعات، وكان لها زوج من أصحابه، فأمر