للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقبل ذلك منه، وكتب له كتابا، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصّواب، وإليه المرجع والمآب.

[ذكر فتح أذربيجان]

كان [١] عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، بعث بكير بن عبد الله إلى أذربيجان، وأمر نعيم بن مقرّن أن يمدّه بسماك بن خرشة، فأمّده به بعد فتح الرّىّ، فسار بكير حتى طلع بجبال جرميذان، فطلع عليه إسفنديار بن الفرّخزاذ مهزوما من واج الرّوذ، فاقتتلوا، فهزم الله الفرس وأخذ إسفنديار أسيرا، فقال له إسفنديار: الصّلح أحبّ إليك أم الحرب؟ قال: بل الصّلح. قال: أمسكنى عندك؛ فإنّ أهل أذربيجان إن لم أصالح عليهم، أو أجىء لهم لم يقوموا لك، وجلوا إلى الجبال الّتى حولها، ومن كان على التحصين تحصّن ليوم ما، فأمسكه عنده وصارت إليه البلاد [٢] إلّا ما كان من حصن.

وقدم عليه سماك بن خرشة، وإسفنديار فى أسره، وقد افتتح [٣] ما يليه، وافتتح عتبة بن فرقد ما يليه.

وكتب بكير إلى عمر يستأذنه فى التّقدّم، فأذن له أن يتقدّم نحو الباب، وأن يستخلف على ما افتتحه، فاستخلف عتبة بن فرقد، فأقرّ عتبة سماك بن خرشة على عمل بكير الّذى كان افتتحه، وجمع عمر أذربيجان كلّها لعتبة بن فرقد. وكان بهرام بن الفرّخزاذ قصد


[١] ابن الأثير ٣: ١٣.
[٢] من ابن الأثير.
[٣] ك: «انفتح» .