للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن تكون إقطاعا لأحد، فضحكوا منه، وحبق له بختيار بفمه، فلما رأى ذلك من فعلهم نزل عن سرير الملك، ودخل خانقاه مرو، واستولى الغز على البلاد، وظهر منهم من الجور ما لم يسمع بمثله، وولوا على نيسابور واليا فظلم الناس، وعسفهم وضربهم، وعلق في الأسواق ثلاث غرائر، وقال أريد ملء هؤلاء ذهبا، فثار به العامة، فقتلوه، وقتلوا من معه، فدخل الغز نيسابور، ونهبوها وجعلوها قاعا صفصفا، وقتلوا من بها، ولم يرفعوا السيف عن كبير، ولا صغير، ولم يسلم من بلاد خراسان غير هراة ودهستان، لحصانتهما.

ذكر هرب السلطان سنجرشاه «١» من أسر الغز

قال: كان هربه من الأسر في شهر رمضان، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. ولما هرب سار إلى قلعة ترمذ، هو وجماعة كانوا معه من الأمراء، فاستظهر بها على الغز، وكان خوارزم شاه أتسز بن محمد، والخاقان محمود بن محمد، يقصدان الغز ويقاتلانهم، وكانت الحرب بينهم سجالا، وغلب كل منهم على ناحية من خراسان ثم سار السلطان من ترمذ إلى جيحون، يريد العبور إلى خراسان، واتفق أن على بك مقدم القادغلية «٢» توفى، وكان أشد على السلطان من كل أحد، فأقبلت القادغلية، وغيرهم، من أقاصى البلاد وأدانيها إلى السلطان، وعاد إلى دار ملكه بمرو «٣» .