أبى كاليجار إلى فارس، ففارقه الدّيلم الذين كانوا نجدة له، فضعف أمره، فرفع ماله وحرمه إلى دار الخلافة، وانحدر إلى واسط، وعاد جلال الدولة إلى بغداد، وأرسل البساسيرى والمرشد وبنى خفاجة في إثر بارسطغان، ومعهم جلال الدولة ودبيس، فلحقوه بالخيزرانية، فقاتلوه، فسقط عن فرسه، فأسر وجىء به إلى جلال الدولة، فقتله، وكان عمره نحوا من سبعين سنة، فضعف أمر الأتراك، وطمع فيهم الأعراب، واستولوا على إقطاعهم.
[ذكر الصلح بين جلال الدولة وأبى كاليجار]
وفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وقع الصّلح بين جلال الدّولة، وأبى كاليجار، والاتفاق، وزال الخلف بعد أن كان بين عساكرهما حرب قبل ذلك، فاتفقا الآن، وكان الرسل في الصلح أقضى القضاة أبا الحسن الماوردى، وأبا عبد الله المردوستى، وغيرهما، وتزوّج أبو منصور بن على أبى كاليجار بابنة جلال الدولة، وكان الصداق خمسين ألف دينار قاشانيه. والله أعلم.
[ذكر مخاطبة جلال الدولة بملك الملوك]
وفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة سأل جلال الدولة الخليفة القائم بأمر الله أن يخاطب بملك الملوك، فامتنع، ثم أجاب إذا أفتى الفقهاء بجوازه، فأفتى قاضى القضاة أبو الطيب «١» الطبرى،