للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجيوش [أنوشتكين] أن يزوّج ابنته لولد أبى نصر أحمد بن مروان ليكون له عونا على بنى نمير أصحاب الجزيرة؛ وكتب أمير الجيوش إلى مصر يستدعى ابنته، فلم يطلقها الوزير ولا رأى إتمام الزّواج لانضمام ابن مروان إلى الدّولة العبّاسية وتظاهره بموالاتها. وكتب لولاة الشام ألّا يمتثلوا أمر أمير الجيوش.

فوقعت الوحشة بينهما، وأطلق أمير الجيوش لسانه فى الوزير، وسبّه.

ودامت الوحشة إلى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، فصرفه الوزير عن دمشق، واستعمل عليها ناصر الدّولة الحسن بن الحسين بن حمدان. فلمّا علم بذلك أهل دمشق تنكّروا على أميرهم، وحاصروه بقصره ظاهر دمشق، فى سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين، فهرب إلى حلب، وقاسى مشقّة عظيمة فى طريقه، ونهبت أمواله. فلمّا دخل حلب أقام بها ثلاثة أيّام ومرض، فتوفّى يوم الأحد النّصف من جمادى الأولى، ووصل سجلّ إلى ثمال بن صالح بن مرداس بولاية حلب، وذلك قبل وفاة أنوشتكين أمير الجيوش.

[ذكر ظهور سكين المشبه بالحاكم وقتله]

وفى شهر رجب سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ظهر بالقاهرة رجل يسمى سكين «١» يشبه الحاكم وكان بمصر أقوام يعتقدون أنّ الحاكم حىّ وأنّه غاب لرأى رآه. وهذه الطّائفة باقية إلى وقتنا هذا، ويحلفون فيما بينهم فيقولون:

وحقّ غيبة الحاكم، إلّا أنّهم لا يتظاهرون بذلك لكلّ حد. قال: فلمّا كان فى هذه السّنة ظهر هذا الرّجل، فاجتمع عليه القائلون بغيبة الحاكم