للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا ما طرق المرء ... جرى فى طلق الكرب

إذا ما نقب الجلد ... ة أخفى أثر النّقب

سوى حمر خفيّات ... تحاكى نقط الكتب

وأمّا البراغيث وما قيل فيها

- والبرغوث أسود أحدب. وهو من الحيوان الذى لا يمشى؛ وإنما أوردناه مع ذى الجناح لأنه ذو وثب لا يقصر عن الطيران؛ ومنه أيضا ما يمشى ولا يثب. وقالوا: إنه يطيل السّفاد، ويبيض ويفرّخ. وأصله متولّد من التراب فى المواضع المظلمة. وهو يكثر ويستطيل ويؤذى فى أواخر الشتاء وفصل الربيع. وإذا اشتدّ عليه الحرّ هلك.

ومن جناس الكلام فيه قولهم: أذى البراغيث إذا البرى غيث. يعنون بالبرى التراب إذا نزل عليه المطر.

والبرغوث يكمن بالنهار ويظهر بالليل. ويشتدّ أذاه للإنسان إذا أخذ مضجعه.

وهو يطول لبثه بمصر؛ ولا يوجد فى البلاد الحارّة مثل صعيد مصر ولا فى البلاد الشديدة البرد.

وقد أكثر الشعراء فى وصف البراغيث وأفعالها؛ فمن ذلك قول أبى الرّمّاح الأسدىّ وكان قد سكن مصر:

تطاول بالفسطاط ليلى ولم أكن ... بحنو الغضى ليلى علىّ يطول

يؤرّقنى حدب صغار أذلّة ... وإنّ الذى يوقظنه لذليل

إذا ما قتلناهنّ أضعفن كثرة ... علينا ولا ينعى لهنّ قتيل

ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة ... وليس لبرغوث إلىّ سبيل