طريحا فى الصحراء فيجتمع حوله السّباع والطير التى تأكل الجيف، فمن أكل منها منه مات لوقته فى موضعه. ويقال: إنّ بعض جبابرة الولاة بالعراق كان يقتل بالبعوض، فيأمر بمن يريد قتله أن يجرّد من ثيابه ويربط ويخرج إلى بعض الآجام التى بالبطائح فيوجد فى أسرع وقت عظاما عارية من جلد ولحم.
وقال الجاحظ: بعوض البطائح كجرّارات «١» الأهواز وعقارب شهرزور. وربّما ظفر بالسكران النائم فلا يبقى فيه إلّا العظام العارية.
وقد أكثر الشعراء فى وصف البعوض؛ فمن ذلك قول فرج بن خلف الأندلسىّ:
بعوض جعلن دمى قهوة ... وغنّيننى بصنوف الأغان «٢»
كأنّ عروقى أو تارهنّ ... وجسمى الرّباب وهنّ القيان «٣»
وقال آخر:
إذا البعوض زجلت أصواتها ... وأخذ اللّحن مغنّياتها
لم تطرب السامع خافضاتها ... وأرّق العينين رافعاتها