ويملك بنوه من بعده. فقال له مناد:«والله، مازلنا نتوكّف «١» زمان هذا القائم منا، رواية عندنا عن أسلافنا. وكنا لا نعلم من أى فخذ من أفخاذنا يكون. والآن فقد أنبأتنى بنبأ ما كنا ننتظر من «٢» هذا القائم» . قال: وأكرم مناد الرجل وصرفه.
[ذكر أخبار زيرى بن مناد]
قال: ووضعت زوجة مناد حملها، فجاء ذكرا فسماه أبوه زيرى.
فخرج من أجمل مولود رآه الناس، وكذلك كان أولاده يضرب بجمالهم المثل فى المغرب فيقال:«لو أنك من بنى مناد» .
فلما صار له من العمر عشر سنين، كان من رآه يظنه أنه ابن عشرين سنة لبهائه. وكانت «٣» الصبيان يدورون حوله، ويدعونه بالسلطان، ويركبون العيدان يتشبهون بالعساكر. ويأمرهم بالقتال بين يديه، يغرى بعضهم ببعض. ويأتى بهم إلى أمه فتصنع لهم الطعام. فيقف على رؤوسهم ويطعمهم ولا يأكل.
فلما تكامل شبابه وقوى أمره، جمع إليه جماعة من بنى عمه ومن كان له نجدة «٤» . فكان يشن بهم الغارات على القبائل من زناتة فيقتل ويسبى ويقسم على أصحابه فلا يؤثر نفسه بشىء. فحسده كثير