الأضياف وحمله إلى داره، ويضيفه ويكرمه. ويقيم عنده ما شاء الله أن يقيم «١» . فإذا أراد الانصراف، زوده وكساه ووصله وصرفه.
فإنه على ذلك، إذ أتاه آت فقال له:«إن فى المسجد رجلا وصل فى هذه الساعة، وهو يذكر أنه جاء من الحج» . وكان وقت صلاة الظهر. فخرج مناد إلى المسجد، فصلى وسلم على الرجل، وسأله عن حاله ومن يكون ومن أين أقبل فقال:«إنه من أهل المغرب، وإنه انصرف من الحج «٢» فخرج عليه لصوص، وأخذوا ما كان معه فانقطع عن أصحابه، ووصل إلى إفريقية فسمع بمناد وما يفعل «٣» مع أبناء السبيل، فقصده ليعينه على الوصول إلى أهله» . فقال له مناد:«قد وصلت فأبشر بالخير إن شاء الله» .
ومضى به مناد إلى منزله، فأكل ونام. وأمر مناد بشاة فذبحت وعمل طعام ثان. وأيقظ الرجل وأتى بالطعام فأكل منه. ونظر إلى كتف الشاة فأخذه وقلبه ونظر فيه وإلى مناد، وأقبل يتعجب. فقال له مناد:«لأى شىء تنظر فى الكتف وتنظر إلى؟» . قال:«لا لشىء» .
فعزم مناد عليه أن يخبره ممّ تعجّبه. فقال:«ألك امرأة حامل؟» .
قال:«بلى» . قال:«فلك منها أولاد؟» قال: «لا ولكن من غيرها» . قال:«فاعرضهم على» . فعرضهم مناد عليه، فقال:
«ألك غير هؤلاء؟» . قال:«ليس لى ذكر إلا من رأيت» . قال:
«احتفظ بالمرأة الحامل. فو الله، لتلدنّ ولدا يملك المغرب جميعه،