للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى مكة والطائف الهيثم بن معاوية العتكى من أهل خراسان. وحجّ بالناس فى هذه السنة صالح بن على بن عبد الله بن عباس وهو يومئذ على الشام.

[ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة.]

[ذكر خلع عيينة بن موسى]

فى هذه السنة خلع عيينة بن موسى بن كعب بالسند وكان عاملا عليها، وسبب خلعه أن أباه كان يستخلف المسيّب بن زهير على الشرط، فلما مات موسى أقام المسيّب على ما كان يلى من الشرط، وخاف أن المنصور يحضر عيينة فيوليه ما كان إلى أبيه، فكتب إليه بيت شعر ولم بسب الكتاب إلى نفسه:

فأرضك أرضك إن تأتنا ... تنم نومة ليس فيها حلم

فخلع الطاعة، فلما بلغ المنصور الخبر سار بعسكره حتى نزل جسر البصرة، ووجه عمر بن حفص بن أبى صفرة العتكى عاملا على السند، وأمره بمحاربة عيينة فسار وغلب على السند.

[ذكر نكث الإصبهبذ]

فى هذه السنة: نقض الإصبهبذ بطبرستان العهد بينه وبين المسلمين، وقتل من كان ببلاده منهم، فلما انتهى الخبر إلى المنصور سيّر مولاه أبا الخصيب، وخازم بن خزيمة، وروح بن حاتم، وأقاموا يحاصرون الحصن وهو فيه، ولما طال عليهم المقام احتال أبو الخصيب فى ذلك، فقال لأصحابه: اضربونى واحلقوا رأسى ولحيتى ففعلوا ذلك به، ولحق بالإصبهبذ فقال له: إنهم فعلوا بى هذا لأنهم تهمونى أنّ هواى معك، وقال له: إنما أدلك على عورة عسكرهم، فقبل الإصبهبذ ذلك وجعله فى خاصته، وكان باب حصنه من حجر، وكان يوكل بفتحه وغلقه ثقات