وهذا المسجد كانت عمارته فى سنة ست وتسعين للهجرة. وكان قد وقع الصلح مع الروم على أن يبنى بها مسجد جامع «١» فبنى. ولما طالت المدة جعلوه حدسا. وقيل: إن الصلح كان قد تقرر على أن يبنى مسجد قدر جلد بعير، وتقررت العهود على ذلك فعمد المسلمون إلى جلد بعير فقدوه سيورا ومدوها. فأنكر ذلك فقال المسلمون: هذا جلد بعير، لم نزد عليه شيئا، وعليه وقع الاتفاق. فسكتوا وقيل: إن بانيه مسلمة بن عبد الملك فى أيام أخيه الوليد. والله أعلم.
ذكر حضور الأمير شمس الدين أقش البرلى العزيزى إلى الديار المصرية «٢»
قد ذكرنا من أخباره وتردده إلى حلب وقتاله التتار فى سنة تسع وخمسين وستمائة ما قدمناه.
قال المؤرخ: ولم يزل السلطان يكاتبه ويرغبه ويعطيه العهود والمواثيق على الوفاء، وسير إليه الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى فى رسالة، وشافهه باليمين، فقال له الأمير شمس الدين:«قد جاءتنى رسالة هولاكو يطلبنى إليه، وحلف لى. وهذه رسالة السلطان ويمينه، وأنا، والله «أعلم أن هولاكو يفى، وأن السلطان لا يفى» . وكان أولاده وأهله بالقاهرة فترجح عنده الحضور فحضر، ولما وصل إلى دمشق كتب السلطان إلى النواب بخدمته وترتيب الإقامات له فى جميع الطرقات والمنازل إلى أن يصل إلى القاهرة، وكان متمرضا من