وأوصى أخاه علاء الدين بحفظ الحصن، فشدد عليه الدز الحصار، وضيق عليه، فأجاب إلى مفارقة الحصن، وحلف الدز أنه لا يؤذيه، وسار علاء الدين من غزنة، فلما رآه الأتراك نهبوا ما كان معه، وألقوه عن فرسه، وأخذوا ثيابه، وتركوه عريانا بسراويل، فبلغ الدز الخبر، فأنكر عليهم، وأرسل إليه بثياب ودواب ومال، واعتذر إليه «١» ، فأخذ ما لبسه، ورد الباقى، ولما وصل إلى باميان لبس ثياب سواد، وركب حمارا، فأخرجوا له المراكب الملوكية والملابس، فلم يلبس ولم يركب، وقال: أريد أن يرانى الناس على هذه الحال، وما صنع بى أهل غزنة، حتى إذا عدت إليها وخربتها ونهبت أهلها لا يلومنى أحد، ودخل دار الإمارة، وشرع في جمع العساكر.
[ذكر ملك تاج الدين الدز غزنة]
قال: ولما توجّه علاء الدين من غزنة، أقام الدز بداره أربعة أيام يظهر طاعة غياث الدين إلا أنه لم يأمر بالخطبة له ولا لغيره، إنما:
يخطب للخليفة، ويترحم على شهاب الدين فحسب، فلما كان في سادس عشر رمضان أحضر القضاة والفقهاء والقراء والمقدمين، وأحضر رسول الخليفة، وهو مجد الدين أبو على بن أبى الربيع مدرس النظامية، وكان قد حضر برسالة من دار الخلافة إلى شهاب الدين، فوجده قد قتل، وركب الدز والناس في خدمته، وعليه ثياب الحزن، وجلس في دار السلطنة في غير المجلس الذى كان