عليه أحمد بن قرهب «١» ودعا الناس إلى طاعة المقتدر بالله.
فأجابه إلى ذلك جماعة وولوه على أنفسهم «٢» . ووردت عليه رسل المقتدر بالله العباسى فى سنة ثلاثمائة بكتاب بالولاية «٣» والخلع والبنود وطوق ذهب وسوار. ثم عصى عليه أهل صقلية وكاتبوا المهدى. واجتمعوا إلى أبى الغفار فزحف بهم إلى ابن قرهب، وقالوا له:«اخرج عنا واذهب حيث شئت» . فأبى ذلك وقاتلهم ثم تحصن منهم ثم قتل بعد ذلك فى آخر سنة ثلاثمائة «٤» .
فكانت ولايته أحد عشر شهرا.
[ذكر ولاية أبى سعيد موسى بن أحمد]
قال: ولما قتل ابن قرهب، أرسل المهدى موسى بن أحمد واليا. وأرسل معه جماعة ليساعدوه على أهل صقلية إن أرادوا به سوءا. فلما قدم، ورد عليه رؤساء جرجنت، فأكرمهم وكساهم.
ثم أخذ بعد ذلك أبا الغفار فقيده وحبسه. فهرب أخوه أحمد إلى جرجنت، فألب على موسى بن أحمد. فوافقه الناس عليه. وكانت بينه وبينهم حرب شديدة. ثم طلبوا الأمان فأمنهم. وكتب