بقطع لسانه، ثم نقل فى محبس ضيّق ولم يكن عنده من يخدمه، فآلت به الحال إلى أن كان يستقى الماء من البئر بيده اليسرى ويمسك الحبل بفيه وناله شقاء شديد إلى أن مات فى حادى عشر شوال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بدار الخلافة ثم إن أهله سألوا فنبش وسلّم إليهم فد فنوه، ثم نبشته زوجته ودفنته فى دارها. ومن العجب أنه ولى الوزارة ثلاث دفعات، ووزر لئلاثة خلفاء وسافر ثلاث سفرات اثنتين منفيا إلى شيراز وواحدة إلى الموصل فى وزارته، ودفن بعد موته ثلاث مرات وخصّ به من خدمه ثلاثة، وكان فى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فى شهر ربيع الآخر ضرب ابن شنّبوذ «١» سبع درر لقراءات أنكرت عليه، فدعا عليه بقطع اليد وتشتيت الشّمل، فاستجاب الله له!
[ذكر استيلاء بحكم على بغداد]
وشىء من أخباره وكيف تنقّلت به الحال إلى أن بلغ هذه الرتبة «٢» قال ابن الأثير الجزرى فى تاريخه الكامل «٣» : كان بجكم هذا