فأعتقله، وطلع الأمراء إلى الخدمة فى اليوم الثانى، فأمسك الدمياطى والبرلى وأحسن إلى مماليكهم وخواصهم وأقرهم على أخبازهم، ولم يغير على أحد منهم ولا تعرض على بيوت الأمراء.
ذكر وصول [رسل «١» ] الملك بركة
قال: ولما وصل السلطان إلى غزة عند عوده من الكرك، وصل إليه البريد من الأمير عز الدين الحلى نائب السلطنة بالديار المصرية، يذكر أن رسل الملك بركة وصلوا إلى ثغر الإسكندرية، وهم الأمير جلال الدين بن القاضى، والشيخ نور الدين على ومعهما جماعة، وبخبر بوصول رسل الملك الأشكرى، ورسل مقدم الجنوية، ورسل السلطان عز الدين صاحب الروم. فكتب بالإحسان إلى جميعهم. ولما استقر السلطان بقلعة الجبل أحضرهم واجتمع بهم بحضور الأمراء وغيرهم، وقرئت الكتب ومضمونها، السلام والشكر وطلب الإنجاد على هولاكو والإعلام بما هو عليه من مخالفة يسق «٢» جنكرخان، وأن جميع ما فعله من إتلاف النفوس بطريق العدوان منه، وأننى قد قمت أنا وأخوتى الأربعة بحربه من سائر الجهات لإقامة منار الإسلام، والتمس إنفاذ جماعة من العسكر إلى جهة الفرات لإمساك الطريق على هولاكو، ويوصى على السلطان عز الدين صاحب الروم ويستمد مساعدته. فأنعم السلطان على الرسل إنعماما عظيما، ورسم بتجهيز الهدية إلى الملك بركة.