وقال هارون بن علىّ المنجّم:
غصن على دعص نقّا منهال ... سعى بكأس مثل لمع الآل
وفاتنات الطّرف والدّلال ... هيف الخصور رجّح الأكفال
يأخذن من طرائف الأرمال ... ومحكم الخفاف والثّقال
تجرى مع النّاس بلا انفصال ... مثل اختلاط الخمر بالزّلال
تدعو إلى الصّبوة كلّ سال ... تصرع كلّ فاتك بطّال
بين حرام اللهو والحلال ... أكرم من مصارع الأبطال
وقال شاعر يذمّ مغنّيا:
ومغنّ بارد النّغ ... مة مختلّ اليدين
ما رآه أحد فى ... دار قوم مرّتين
صوته أقطع للّذّ ... ات من سطوة بين
وقال ابن الرومىّ:
فظلت أشرب بالأرطال لا طربا ... عليه بل طلبا للسّكر والنّوم
[ذكر ما قيل فى وصف آلات الطرب]
فمن ذلك ما وصف به العود. نظم أبو الفتح محمود المعروف بكشاجم قول الحكماء: إنّ العود مركّب على الطبائع الأربع، فقال:
شدت فجلت أسماعنا بمخفّف ... يحدّثها عن سرّها وتحدّثه
مشاكلة أوتاره فى طباعها ... عناصر منها أحدث [١] الخلق محدثه
فللنار منه الزّير والبمّ أرضه ... وللريح مثناه وللماء مثلثه
[١] فى ديوان كشاجم: «ألف الخلق» .